|

العمر رقماً فحسب 

الكاتب : الحدث 2022-04-16 05:36:26

ذاتَ يومٍ جاءت طفلةٌ رقيقةٌ كرقةِ الزهرة 
وصفاءُ قلبها كصفاءُ الماءِ
 ولِسانُها يخرُجُ مِنهُ المِسكْ
 وعُذوبةِ أحرُفِها وهي تنْطِق كأنها أوتارٌ حَزينة
 وهي جداً لطِيفه
 وبعد ذلك أتتْ إلى جَانبي وهي تَنظُر إلى عَيناها في البُحَيره التي أمامُها
 فَسألتُها ماذا بكِ ايتها الطفلة الجميلة
 فأجَابت قَائِلةً أنا لنْ أُهْزَم
 فَقُلت لها لماذا
 قَالت لي لأن الذي يُهْزَم لايستطيع التَحْدِيق حَتى بِعَينيه
 فَقُلتُ لها أنتي قَويةٌ جِداً
  فَقالت لي لسْتُ قَويةً أبداً ولكن أُظهِرُ ذلك لِكَي لا يهْزِمَني أحدْ
 فَقطْ مُجَرد أن أتظاَهرْ بِالقُوة أنا لنْ أُهزَم ولكِني مُجَردْ أنْ أُحدِقَ بِعَيني التي بِها ألف كَلِمة أتذَكر الهَزِيمَة التي يتَحدثُونَ عَنْها العَالمْ وأُظْهِرُ قُوتِي وأبْتَسِمْ قائلةً أنا طِفلةٌ ولكنْ بِعَقّلٍ يَوزِنُ بلد 
فَأنا عُمري لا يعني لي إلا رَقماً فقط
 أنا قويةٌ جداً
 لِدَرجةّ أنني لن أسْمح لأي شَخصٍ العَبثَ بِعَقليَتِي فَهي حَتّماً مُتوازِنَة
 ولن أتخلى عن شَخّصِيتِي ولو كُنتُ ذَاتَ العَشْرِ سَنوات
 فَقُلتُ لها أنتي فَخرٌ وأنا جِداً فَخورٌ بِكِ
 فَقالتْ لي بِأبتِسامةٍ جَميلة والدُموع تَذّرُفُ من عَيّناها أنا الطِفْلة التي لا تُهزَم رُغمَ فُقرِ السَعادة
 فَأجبْتُها قَائِلاً أنتِ كَالمدْرسةِ الكَبيرة التي نَتعلم مِنها الأشّياءِ الصَحيحة التي لانَنْساها أبداً
 وأنتِ مَدرستي ولو كُنتي أصّغَرُ مِني سِناً
 فَأنا فقط أُرِيدُ التَحدُثِ مع هذا العَالمِ بِكَلمةٍ بسَيطةٍ وهي

 أن الأطفَال لَيسُ أطفالاً فَحسّبْ فَهُناك روحٌ تَسّكُنُ بِداخِلِهُمْ وهي الأصّدَقْ من الواقِعْ .

           الكاتبه: حسينه علي ناصر .